عند اللقاء تناغمت ضحكاتنا
تعلوا وتعلو ثم تخبوا وتعدم
ضحكاتنا السمراء نخب صداقة
كنا لنشرب حينما نتبسم
فكأننا يوم اللقاء نموذج
للصدق يحفرها الوفاء ويرسم
وينادي من عمق الشعور أيا أخي
أنت دواء الروح أنت البلسم
أنت ومن أنت بربك قل لنا
حالاً , أعقد لئالئ يتنظم
أم أنت رمز للجمال ومعلم
فقت الجمال , وما عدتك الأنجم
أخبرني يا خير الشباب وعزهم
وارحم أخيك إنه بك مغرم
وصفاء روحك كم أهيم به وكم
أهفو إليه فنعم ذاك المغنم
إني أرى الجنات في كفيك إذ
ألقى بكفك سبحة تترنم
خضراء قد كانت بكفك تزدهي
وبذكر رب العرش ذا الفم مفعم
قد رافقتك مدى السنين فأصبحت
لك معلماً , أو قل فأنت المعلم
ولنا بعينك _والعيون سواحر_
إنشودة إني بها أتنغم
في عينك النجلى من الأسرار ما
لا لست أفهمه , وليس يترجم
فيها من الدمع العزيز غزارة
من خشية الرحمان وهو العالم
وتظل تبكي حرقة ً وتألماً
ولوجنتيك من البكاء لا تفطم
وبها مصاب لوعة بها مأتم
فيها عليٌ والحسين وفاطم
خذني إلى جو نعيش به معاً
نبكي سوياً , و المشاعر تضرم
خذني لجوف الليل في محرابنا
نسجد سوياً للإله نعظم
خذني وبعض الوقت ننظر بعضنا
وارحم أخيك إنه بك مغرم
فاذا لقيتك صار يومي باسماً
فرحاً , وكلي من رؤاك تبسم
وإذا فقدتك كم لفقدك حسرة
تكوي الفؤاد وصار وجهي أدهم
من بعد طول في الغياب سنلتقي
ستزول آلامي , وحقك تردم
لكن _ولكن كلمة لمقيتة_
تقلب موازين الرجاء تهدم
يوماً سنفقد بعضنا في موتنا
والموت مكتوب لنا ومحتم
فإذا توفتني المنية حينها
فاذكر أخيك إنه بك مغرم