في هدأة الليل
في غمرة السكون
في الوجوه العابرة الشاحبة
في هذا العالم البارد المسكون
أفتش عن وجه اول امرأةٍ أحببتها
تيقظت عيوني ومشاعري
على وجهها الملائكي
وترعرع إحساسي بالجمال
وأنا بين يديها
وجه امي الغالية...
تحياتٌ وأشواقٌ من العين الباكية
دمعاتٌ وقبلاتٌ على اليد الحانية
أسيرُ يا امي
على رصيف الغربة
وأود لو أجد بسمة من فمك
أو بصمة من ظلك
أبيع نفسي والعالم
ولا أشتري غير ودك
فكيف يا امي أجدك
قبل ان تجدني امرأة غيرك؟
فتضم عظامي قبلك اليها
حنانيك امي ..حنانيك
ضميني مرةً ثانيةً اليك
أرجعيني لحضنك طفلاً حديث الولادة
اغسلي قلبي بينابيع طهرك
أضيئيني قنديلاً بدعائك وصلاتك
وقت العبادة
وكيف يا امي الليلة أنام ؟
ويدك كانت غطائي ووسادتي
والسهد منذ أن رحلت
نامَ في عيوني
دامَ في جفوني
والشوق ما عاد ينام
وأسأل نفسي..
هل حقاً انا في الحضارة؟
ووجهك كان في حياتي
كل الحضارة!
فكيف دونك هنا الحضارة؟
وأنا قاربٌ أبحر بعيداً
عن شاطئك
وما وجد اليوم المنارة!!
بلغي امي السلام عني
قبلي امي عني
كل ردهةٍ سارت طفولتي
عليها , كل أيةٍ قرأتها في صلاتي
ما زالت لليوم معلقةً على الجدار
قبلي في الصباح عني اخوتي الصغار
ردي السلام عني لأبي المتعب
حين يدخل البيت آخر النهار
بلغي سلامي للرفاق... للأصدقاء
إذا ما ذكروني ومروا جنب الدار
أحبك ايتها الغالية
فهل حقاً سأراك مرةً ثانية؟