ن كان الوالدان يتسببان في عقوق أبنائهم أو يحرضانهم على ما لا يرضى الله ورسوله مع علمهم بأن ذلك لا ينطبق مع تعاليم ديننا الحنيف إن كنت عصيتهما هل هذا داخل في دائرة العقوق؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما ذكرته عن والديك من تحريضهما على ما لا يرضي الله ورسوله، إحلال ما أحل الله ورسوله، وعدم تحريم ما حرم الله ورسوله... وانتهاك وعدم مبالاة، وكثرة فسق وسوء خلق... هي جميعها أمور بعيدة عن الدين.
ومع هذا فالواجب أن تعلم أن لوالديك عليك حقا لا يسقط ولو كانا مشركين، وأحرى إذا كانا داخلين في جملة المسلمين. قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكرلي ولوالديك إلي المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي. [لقمان: 14-15].
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين أشد تحذير حيث قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور". فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. والحديث متفق عليه.
فالواجب -إذا- هو أن تبر بوالديك وتحترمهما، وتصاحبهما بالمعروف، وأن لا تطيعهما إذا أمراك بما لا يرضي الله.
والله أعلم.