'طلقني' كلمة ترددها المرأة من باب الدلع احيانا، ومن باب اختبار حب الرجل لها ومدى تمسكه بها واستعداده لتلبية طلباتها احيانا اخرى.. او للفت انتباهه الى انه قد يفقدها في حالة عدم الاهتمام بكل شؤونها.
/>'طلقني' في الحقيقة كلمة تهديد تلجأ إليها المرأة خصوصا في السنوات الاولى من الزواج، حيث ما زال دفء العاطفة والمشاعر الجياشة مشتعلا.. واحيانا تقولها لزوجها الذي تحبه ولا تفكر اصلا بالانفصال عنه، وهي تشعر تماما بانه يبادلها الحب، وانه لن يقبل منها بتلك الكلمة.. لكنها تريد بها لفت انتباهه لأنه اهمل من وجهة نظرها امرا مهما بالنسبة إليها كمناسبة عيد ميلادها او مناسبة اخرى جمعت بينهما ولها ذكرى في حياتهما، فتريد ان تستفزه بتلك الكلمة 'لقرص اذنه'.
وبصورة عامة لا تقول المرأة كلمة 'طلقني' من باب الدلع لزوج لا تشعر معه بالحب او صاحب الشخصية الجادة 'الكشرة' الذي يصدق كل ما تقوله حواء، حتى ان كان دلالا او دلعا او سلاحا من اسلحتها لاختبار مشاعر الرجل، بل تستخدمها مع الزوج المحب الذي تتيقن انه لن يفعلها.
والمصيبة او الطامة الكبرى اذا اكتشفت حواء ان الزوج غشيم واخذ الامر على محمل الجد وقام بتطليقها فعلا.
في تحقيقنا التالي لن نتعرض للاسباب الجوهرية التي تجعل المرأة تطلب الطلاق لان هذا ليس قصدنا، لكن ما نقصدنه هو استخدام كلمة 'طلقني' من باب الدلع واختبار الحب. فهل يفهم الزوج تلك الرسالة؟ ومتى تتوقف المرأة عن ترداد هذه الكلمة او ذكرها؟ وما نوعية الرجال الذين تطلب منهم حواء 'الطلاق' فلا ينفذون.
في السنوات الاولى من الزواج قد يجهل كلا الطرفين ما يهم الآخر، فينسى الرجل مثلا عيد ميلاد زوجته او مناسبة عزيزة عليها، فتغضب وتشعر بلامبالاة الزوج وعدم اكتراثه بمشاعرها. ومن باب اختبار الحب تطلب منه الطلاق وهي تبتسم ابتسامة صفراء بهدف ان يبادر الزوج الى مصالحتها والاهتمام بها.
حدثتنا بداية شيماء طارق التي اعتبرت كلمة 'طلقني' دلع ستات، وقالت:
المرأة لا تقصد نهائيا ذلك الطلب ولا تفكر به اصلا، وانما تريد 'غيظ الرجل' الذي اهمل مثلا في احضار هدية لها او احضر هدية لم تنل اعجابها، فالنساء 'كيدهن عظيم'، وتلك الكلمة ما هي الا واحد من الاسلحة التي تستخدمها المرأة لتلبية طلباتها.
واعتبرت ان هذا النوع من الدلع يكون زائدا عن اللزوم في بعض الاحيان لكون المرأة تعتقد، خصوصا في بداية زواجها، ان زوجها يفكر مثلها، وتنسى ان الرجل الشرقي لا يستوعب تلك الرسالة وقد يفعلها ويطلقها من باب الثأر لكرامته.
يطلقها في ثوان
الرجال يختلفون في مدى استيعابهم لحواء حسب تجاربهم وامزجتهم ايضا. فاذا كان الرجل خبيرا بنفسية المرأة فقد يفهم شخصية زوجته ويعرف ما تعنيه بكلمة 'طلقني'، وان كان هؤلاء الرجال قلة. وتعتبر آن سعد ان 'مود' او نفسية الرجل تلعب دورا كبيرا في استيعاب رسالة الزوجة، فاذا كان الزوج 'موده حلو' يتفهم الرسالة ويرضي زوجته وينتهي الامر، وان كانت نفسيته سيئة و'موده عكرا' يطلقها في ثوان.
وان كانت آن تؤكد ان كلمة 'طلقني' دارجة على لسان المرأة، فانها في الوقت نفسه تبين ان المرأة تقولها ليس من باب الدلع فحسب، انما ترددها كلما شعرت ببرود عواطف الرجل. وتقول ان سبب هذا الدلع ناتج عن عدم اهتمام زوجها بمشاعرها وتلبية طلباتها احيانا، فتكون المهانة النفسية التي تشعر بها المرأة لتجاهل الزوج لتلك المشاعر هي السبب الرئيسي لذلك الدلع وتلك الكلمة التي لا تقصدها، لان لسان حالها يقول 'اياك تنفيذها'. وعن نفسها تقول انها كانت ترددها لزوجها اذا رفض الذهاب معها إلى التسوق.
طلب كذوب
بعض الرجال يتزوجون عن حب، والبعض الآخر بشكل تقليدي. وطريقة الزواج تلعب دورا كبيرا في مدى مساحة الدلع في هذه العبارة الصادرة عن حواء 'ان كنت رجلا طلقني'، فمتى تردد المرأة هذه العبارة لزوجها من باب اختبار الحب؟
تقول منى الرقم:
ان الرجل المحب لزوجته لا يمكن ان ينفذ ذلك الطلب، والمرأة ايضا تعرف جيدا بحدسها متى تقول 'طلقني' ومن من الرجال يتقبلها، لانها تعرف طبيعة زوجها ومدى تصديقه لذلك الطلب 'الكذوب'. ولهذا فان شخصية الزوج هي الفيصل في الدلع وهي التي تحدد اذا كان الرجل يستوعب ان طلب زوجته مجرد مزاح ومراوغة لتحقيق مطالبها، ام انه سيجعل من الحبة قبة ويحول الدلع الى حقيقة وواقع مر تدفع المراة ثمنه مدى الحياة.
وتشير إلى ان الزوج المحب يناقش ويسأل عن الاسباب التي دفعتها إلى قول تلك الكلمة ويتفاهم وينتهي الامر، بينما الاخر قد يكون ينتطرها من الله ولسان حاله يقول 'الله جابها'.. و'طلبته بلسانها' فيطلقها ويحمد الله ألف مرة على انه 'خلص منها'.
وقت الدورة الشهرية
بعض النساء اعتبرن ان الضغط بتلك الكلمة على الزوج وسيلة سهلة لتلبية مطالبهن، والبعض الاخر اعتبرنها وسيلة ...