منتديات همسات بتول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ربابة من التاريخ والتراث العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق السد القطرى
عضو نشيط
عاشق السد القطرى


عدد الرسائل : 135
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 17/10/2008

ربابة من التاريخ والتراث العربي Empty
مُساهمةموضوع: ربابة من التاريخ والتراث العربي   ربابة من التاريخ والتراث العربي Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2008 2:43 am

جــرّ الربابة .. وصوتها البعيد ..



بقيت الربابة لوقت ليس ببعيد الآلة الموسيقية الأولى في البادية الاردنية ، وخصوصا في جانب الغناء مظهرا من مظاهر التعبير عن الفرح والسرور ووسيلة لقضاء الوقت والتسلية ، والاستماع الى جرات آلة الربابة والآلات الموسيقية الأخرى التي كانت مستخدمة كالشبابة والمجوز أو المقرون والإيقاع أو الدربكة عزف سماعي فطري لا يخضع لقانون أو مقام موسيقي معروف فيما عدا تلك الألحان الثابتة التي تقيد العازف وتجعله خاضعا لمجالها فهو يتصرف في توقيع اللحن على هواه وبما يناسب ذوقه ومزاجه الفطري .

الربابة حليفة جلسات السمر، يحتضنها العازف ويوقع عليها أعذب الألحان وأجملها وخاصة في غناء الشر وقي أحد ألوان الغناء الشعبي ليس في البادية الأردنية وحسب بل في عموم البادية العربية يعزز ذلك براعة العازف وخفة أنامله وتنقلها فوق وتر الربابة وكذلك الأداء المتقن الذي يؤدى به غناء الشروقي يعتمد أساسا على إلقاء البيت في نبرات منغمة وفي نهاية الشطر الأخير يمتد اللحن قليلا متوافقا مع الذبذبات الصوتية الناعمة التي يرسلها المغني في المرحلة الأخيرة من غناء المقطع بحيث تستوعب مساحة صوتيه أوسع .
وكما يتذكر معظم الناس فان الربابة كانت احدى معالم بيوت الشعر وتكون عادة معلقة على (الواسط) الى ان أصبحت من الأدوات التراثية التي يحتفظ بها البعض ويزينون بها بيوتهم كأحد التحف الجميلة .

صنعت الربابة من جلود الحيوانات الصغيرة كالغزال والماعز وتتألف من مستطيل خشبي طوله أربعون سنتمترا وعرضه عشرون وفي منتصف الضلع الأعلى للمستطيل ثقب واسع يقابله ثقب آخر من الضلع المقابل ثم يؤخذ الجلد بعد تنظيفه من الشعر ويوضع على المستطيل بحيث يغمره على الوجهين تماما ثم يخاط بواسطة خيوط من الجلد تشده شدا محكما على ان يظل الثقبان من الأعلى والأسفل ظاهرين وتترك في الشمس لتجف وبعد ذلك يؤتى بعصا أسطوانية وتولج في الثقبين من الأعلى والأسفل على أن ينفذ طرفها السفلي خارج المستطيل حوالي خمسة سنتمترات ، وبعد ذلك تؤخذ خصلة طويلة من ذيل الفرس وتسمى هذه الخصلة (سبيب) وتربط به من الأسفل ويربط (السبيب) بطرفة الثاني بعود الشد الموجود بالعمود المحوري من الأعلى وتوضع تحت (السبيب) قطعة خشبية صغيرة حتى ترفعه ليكون مشدودا وتسمى هذه القطعة (بالغزال ).

يجر على الربابة بواسطة (الذراب ) وهو عبارة عن عود من الرمان أو اللوز أو الخيزران تعمل على شكل قوس بطول نصف متر ويربط طرفاه بالسبيب وقبل البدء بالعزف على الربابة يطعم السبيب بأن يجر عليه لبان البطم أو البخور حتى يساعد في إخراج الصوت.
وقيل في الربابة أشعار كثيرة منها :
يا ربابة جوح ونوح على من فارق الروح
وكما لربابة صوت في أوقات الحزن فلها أيضا في أوقات الفرح وقيل فيها
ربابة لكيف مسنودة يا ناس منهو يعللها

**** **** ****




الحزنُ من خمرٍ وأغنيةٍ وخبزْ
الحزنُ عاشقةٌ مضتْ بجرارها للنبعِ
فاختلفتْ ضفيرتها مع الريحانِ،
وانسرحتْ محارمها على الأمواجِ باكيةً
فأحنتْ صدرها العاري
لترضعَ بالبياضِ الغضِّ أسرابَ الإوزْ!
الحزنُ رجعُ صبيةٍ
كانتْ تطرّزُ من خيوطِ الفجرِ
ثوبَ زفافها الورديّ،
حائكة عليهِ حمامةً بيضاءَ
من حبقٍ ولوزْ.
وغيابنا ورقٌ يطيّره اليمامُ
(رسائلاً) زرقاءَ لامرأةٍ
نسيتْ رسائلها لنا،
نسيتْ كراريسَ الطفولةِ خلفَ باب الليلِ،
وانصرفتْ لقطفِ القطنِ من أيلولها الباكي
فطالَ غيابها يوماً فيومْ!
فسألتُ ناطورَ الخريفِ:
أما رأيتَ سنابلَ الأحزانِ تحصدها
بسيفِ الدمعِ مريمةٌ؟
أما شاهدتَ طيرَ بياضها المذبوحَ
فوقَ الثلجِ يرقصُ عاشقاً؟،
وغناءها القرويَّ يهطلُ كالثلوجِ
على سريرِ الليلِ في دفءٍ ونومْ.
ـ ذهبتْ لتنعسَ في حفيفِ الحورِ
تحرسُ مهدها العالي (عصافيرٌ) وغيمْ.



ذهبتْ لتمنحَ خصرها للحبّ
والرجزِ الحزينِ
فخصرها شبّابةٌ بُحَّتْ،
ورقصتها موشَّحْ.
يا عازفِ الناي المجرَّحْ!
خُذْ شعرَ حنطتها
وسرّحهُ علىكتفِ الغيومِ!،
ورقّصِ الإيقاعِ في الخصرِ النحيلِ!
فقلبها أيقونةٌ للحبِّ رائحةٌ إلى روحي،
وخطوتها تمايلُ زهرتيْ فلٍّ
علىغصنٍ تفتَّحْ!
ما أجملَ الأرضَ التي تركتْ قميصَ الصيفِ
يلبسُ روحنا في الليلِ
والغيماتِ تحملُ عمرنا للريحِ،
والأقمارَ تحدبُ فوق سهرتنا
كأيّوبٍ ومريمْ!..
الحزنُ أن نبكي ولا ندري لماذا
لا تسمّينا الصبية عاشقيها
حين نخمشُ صدرها
ونكبُّ فوقَ الماءِ منكسرينَ…
لا ندري لماذا
تكبرُ الأيامُ في دمنا وتهرمْ.
الحزنُ إنجيلُ النهاياتِ،
البكاءاتُ التي تأتي من الصفصافِ
كي ترثي رَوَاحَ الروحِ في أيلول دمْ!!.
الحزنُ نبضُ الحبّ في شريانِ أغنيةٍ
يشرّدها الصدى
رئةُ المواويلِ العليلةِ بالحُدا،
شمسُ العماءِ المرِّ،
مزمارٌ رثى أغرابَهُ الباكينَ في غرفِ الغروبِ
وفوقَ جيتارٍ تحطَّمْ!!.
ونواحُ ناياتٍ على رجعِ النخيلِ،
الأمومةُ حين يتركها الهديلُ
حزينةً في الليلِ،
محرمةٌ تلوّحُها أناملُ طفلةٍ بيضاءَ
من خلف الأغاني
بانتظار رسائل الغيّاب من مدن السرابْ.
هو كوخُ عشاق قدامى في الهوى
تركوا البنفسجَ خلفَ باب الدارِ وانصرفوا
إلى كوخِ الضبابْ.
الحزنُ خمسُ (شرائطٍ خضراءَ)
تربطها الصغيرةُ في جديلتها
ليهواها الصغيرُ على طريقِ المدرسهْ…



فيغيبُ أستاذُ النشيدِ،
تغيبُ آنسةُ الحكاياتِ القديمة فجأةً
لتصيرَ ذكرى من غيابْ.
هل نتبعُ الأيامَ نحو أفولها؟
أم نرشقُ الريحانَ في وجهِ الطفولةِ
كلما ذهبتْ لجني اللوزِ
في صبحٍ من اللوزِ الحرامْ!؟
هل نرفعُ الناياتِ حتى بردةِ الأحزانِ
في صدرِ امرأهْ
يغفو على موّالها فرخُ اليمامْ
الحزنُ أن نمضي إلى بابِ الخريفِ
مكفكفينَ دموعنا،
فقراءَ من خمرٍ ومن قمحٍ،
لنصيرَ قدّيسينَ في ديرِ الحمامْ




و هناك الربابة التي تحتوي على وتر واحد
وتسمى " ربابة الشاعر "
وتستخدم في معظم دول الخليج العربي، الأردن ولبنان 0
ويمكن في هذه التسمية وظيفة الآلة
ألا وهي خدمة الشاعر في إلقاء شعره
لذلك نجد أنها تحتوي على وتر واحد
لأن الشاعر لا يحتاج إلى مساحة لحنية عريضة
كالمغني مثلا
لذلك يكتفي بأربع أو خمس نغمات
وهي التي يمكن أن يصدرها وتر واحد
بمساعدة العفق على عنق الربابة
وذلك دون تغيير مكان اليد اليسرى

__________________


__________________



لا تخاف يا جنوب من غدر الزمـان
ومن ويل الحروب من لوعة الحرمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ربابة من التاريخ والتراث العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همسات بتول :: منتدي التاريخ والتراث العربي-
انتقل الى: