لا أدري حقيقة ماهو الفاصل بين الحديث والقديم ؟
ماهو معيار الفصل بين الحضاري والتراثي ؟
متى يمكن أن نصف الأمر المادي أو المعنوي بأنه موروث شعبي أو تراث قديم ؟
كثيرا ما نمر في حياتنا بمواقع .. أو تمضي على بالنا خواطر .. أو تقفز إلى لحظاتنا ذكريات ..
لا أجد معيارا يمكن أن أحكم على أمر ما بأنه ثراث ,, فبعض تراثنا لازال واقعا معاشا حتى اليوم ؟ ومع ذلك نصفه بالتراث ؟ في خطوة أولى - كما أعتقد - لإرساله إلى سلة التاريخ ..
لا أخفيكم سرا .. لقد شعرت بذات الشعور بينما كنت أتجول في الجنادرية .. المهرجان الوطني السعودي السنوي للتراث والثقافة .. وجدت أن أغلب المعروضات التي أمر بها .. لازالت تستخدم إلى يومنا هذا رغم توفر البديل الحديث .. وجدت بعض المأكولات لازالت أتناولها اليوم ويتناولها أخي الصغير .. بينما يقدمها المهرجان على أنها تراث !!
هل التراث يعني أمرا قد عفى عليه الزمن ولم يعد يستخدم اليوم ؟ أم أن التراث يمكن أن يظل خالدا في أي زمان ومكان ؟ وفي هذه الحالة لماذا نصفه بالتراث إذا ؟ ولماذا نتكبد مشقة الذهاب إلى مهرجانات كي تقدم لنا مايمكن أن نشاهده ونتذوقه ونحن لازلنا في منازلنا ..
حتى الألعاب الشعبية التراثية .. لازلنا نهتز على وقع دفوفها وطبولها وطيرانها في جميع مناسباتنا حتى اليوم .. مع ذلك نقدمها لللآخرين وكأنها تراث !!
هذه إشكالية .. يمكن أن تخلق فجوة بين جيلنا مثلا والأجيال القادمة .. فهل سيرضى أحدنا بعد سنوات قليلة أن يصفه أبناؤه أو أحفاده بأنه تراث !! او دقة قديمة ؟
أظن كل جيل يحارب دائما ليكون في شباب دائم .. جيلنا نفس الشيء تماما ..سيحارب ويحارب ..
الإشكالية الأخرى هي عندما يتم تقديس التراث !!
بيست وئف عندك .. ماتخبص بليز .. <<<<<مشرفوا القسم يقولون هذا الآن ..
ما أعنيه باختصار هو ..
هل يمكن أن يتم مس التراث بلمسة حداثة لتطويره وتشيكله بما يتوافق مع متطلبات العصر ومقتضياته؟ من دون أن يعارض ويحارب التقليديون ؟ أولئك الذين يمكن أن يستميتوا دفاعا عن مكتسبات الماضي أن يمسها أي تعديل أو تحريف !!
تقوم الأمم على أنقاض تراثها .. لكن بإحيائه وليس بإقصائه .. أليس كذلك ؟
هذه مجرد سطور جالت في خاطري فكتبتها .. وهي سطور عارية من أي شيء سوى من اعتقاد صاحبها الذي يبحث عن بعض الحقيقة عندكم ..